من شأن أكبر 5 محطات لتوليد الكهرباء في الجزائر مساعدة الدولة على تحقيق إنتاج كبير للكهرباء يلبي الطلب المحلي، مع توفير فائض تُصدره إلى الخارج، ويمكّنها من تحقيق قيمة مضافة للغاز المستعمل في التوليد.
وتعمل هذه المحطات بالدورة المركبة، التي تتضمّن توربينات غازية وأخرى بخارية، لتستفيد البلاد من الغاز الذي تمتلك منه احتياطيات ضخمة تصل إلى 159.05 تريليون قدم مكعبة (4.5 تريليون متر مكعب)، وفق بيانات نهاية عام 2022.
وترصد وحدة أبحاث الطاقة أكبر 5 محطات لتوليد الكهرباء في الجزائر، مع إنتاجها الضخم الذي قد يساعدها على تصدير الفائض إلى القارة الأوروبية التي تعاني أزمة طاقة بفعل الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو ما تدرسه البلاد حاليًا.
أكبر 5 محطات كهرباء في الجزائر
تصدّرت محطة توليد الكهرباء في المنطقة الصناعية “بلارة” قائمة أكبر محطات توليد الكهرباء في الجزائر بطاقة إنتاجية تصل إلى 1600 ميغاواط.
وفي المركز الثاني جاءت محطة كهرباء حجرة النوس العاملة بنظام الدورة المركبة بقدرة إنتاجية تبلغ 1227 ميغاواط، التي دخلت حيز التشغيل التجاري في عام 2009، لتسهم في توفير نحو 10% من إجمالي توليد الكهرباء في الجزائر.
وفي المرتبة الثالثة بقائمة أكبر 5 محطات لتوليد الكهرباء في الجزائر، جاءت محطة رأس جنات التي تعمل بنظام الدورة المركبة، بقدرة إنتاجية تصل إلى 1200 ميغاواط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وكانت دايو للهندسة والإنشاءات الكورية الجنوبية أعلنت انتهاءها رسميًا من بناء محطة رأس جنات، التي واجهت عدة تحديات أدت إلى تأخر مدة تنفيذها إلى أكثر من 10 سنوات.
ويُشار إلى أن عملية إنشاء مشروع محطة كهرباء رأس جنات بدأت أواخر عام 2012، بتكلفة تصل إلى 755 مليون دولار، ودخلت حيز الإنتاج في منتصف 2019.
وفي المركز الرابع ضمن أكبر 5 محطات لتوليد الكهرباء في الجزائر، محطة تارقة ذات نظام الدورة المركبة، بقدرة إنتاجية 1200 ميغاواط، وجاءت بعدها محطة كهرباء كدية الدراوش العاملة بسعة تصل إلى 1200 ميغاواط، بحسب البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة.
وبصفة عامة، يسيطر الغاز الطبيعي على غالبية محطات توليد الكهرباء وأكبرها في الجزائر، إذ يستحوذ على حصة تصل إلى 97% تقريبًا من مزيج الكهرباء، وفق إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
إنتاج الكهرباء واستهلاكها
تُعد الجزائر منتجًا كبيرًا للكهرباء مع قدرة إنتاجية تتجاوز 25 ألف ميغاواط، لتحقق فائضًا تخطى استهلاكها البالغ 17 ألف ميغاواط في أوقات الذروة، وفق وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية.
وأكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، أن بلاده تعمل على استغلال قدراتها الفائضة في مجال توليد الكهرباء من أجل التصدير، إذ تسعى لتوسيع صادراتها من الكهرباء إلى الدول المجاورة في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا.
وشهد شهر جويلية (2022) الماضي، إعلان البلاد مشروعًا محتملًا للربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا، وما يزال قيد الدراسة.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن تحقق الجزائر نموًا في استهلاك الكهرباء بمتوسط سنوي يبلغ 5% بين عامي 2022 و2025.
وبحسب ما نقلته وكالة الطاقة عن بيانات حكومية، ارتفعت القدرة الإنتاجية المركبة في الجزائر بمقدار 3.2 غيغاواط خلال المدّة من سبتمبر/أيلول 2021 حتى أغسطس/آب 2022، بنسبة نمو 13%.
وفي السياق نفسه، تستهدف الجزائر -مع امتلاكها محطات لتوليد الكهرباء كبيرة لكن معظهما يعمل بالغاز- تنويع مزيج الطاقة لديها من خلال التوسع في إنشاء محطات للطاقة المتجددة.
جدير بالذكر أن إستراتيجية الطاقة الجزائرية تستهدف تطوير 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035.
وأطلقت الجزائر -مؤخرًا- من خلال شركة الكهرباء والغاز “سونلغاز” عبر شركتها الفرعية “سونلغاز للطاقات المتجددة”، مناقصة لتنفيذ 15 محطة طاقة شمسية موزعة على 11 ولاية، بطاقة إجمالية 2000 ميغاواط.