أظهرت أحدث البيانات انخفاض صادرات الغاز المسال الجزائري في 2022 مقارنة بعام 2021، بالتزامن مع زيادة الضخ عبر خطوط الأنابيب.
وأوضح تقرير لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” أن صادرات الجزائر من الغاز المسال، خلال العام الماضي، سجّلت تراجعًا على أساس سنوي بنسبة 12.8%.
وبحسب البيانات، التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة؛ فإن صادرات الغاز المسال في 2022 انخفضت إلى نحو 10.2 مليون طن، مقابل 11.48 مليون طن في عام 2021.
صادرات الغاز المسال الجزائرية
أوضح تقرير أوابك، الصادر اليوم الثلاثاء 7 مارس/آذار، بعنوان “تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الرابع من 2022 وحالة الصناعة في 2022″، وأعدّه الخبير المهندس وائل حامد عبد المعطي، أن صادرات الغاز المسال الجزائري خلال الربع الرابع من عام 2022 بلغت نحو 2.9 مليون طن بتراجع 3.3% عن الربع المماثل من عام 2021.
وكانت الصادرات الجزائرية من الغاز المسال قد انخفضت إلى 2.2 مليون طن في الربع الثالث، مقارنة بـ2.4 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2021، بنسبة تراجع 8.3%.
وأظهرت البيانات كذلك أن صادرات الجزائر من الغاز المسال في الربع الثاني من عام 2022 بلغت نحو 2.7 مليون طن، مقابل 3.1 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة تراجع 12.9%.
وسجّلت صادرات الغاز المسال الجزائري نحو 2.4 مليون طن في الربع الأول من 2022، مقابل 3.2 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة تراجع على أساس سنوي 25%.
الأسواق المستقبلة لصادرات الغاز المسال الجزائري في 2022
توجّهت كل شحنات الغاز المسال من الجزائر إلى الأسواق الأوروبية، في وقت تسعى فيه دول القارة العجوز إلى تنويع مصادر إمداداتها وزيادة اعتمادها على الغاز الطبيعي المسال.
وتأتي الجزائر على قائمة الدول ذات الموثوقية العالية في توفير إمدادات الغاز إلى عملائها؛ إذ إنه على الرغم من توقف الضخ عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر المغرب، منذ نوفمبر 2021؛ فقد استمر الغاز المسال الجزائري في التدفق إلى إسبانيا.
واستقبلت مدريد عدة شحنات من محطتي سكيكدة وأرزيو خلال عام 2022 بإجمالي 400 ألف طن، حسب التقديرات الأولية للتقرير الذي أعده الخبير وائل عبدالمعطي.
وكانت الجزائر قد احتلت المرتبة الرابعة بين قائمة أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا خلال عام 2021، بإجمالي 10.2 مليون طن، مستحوذة على حصة 13% من السوق الأوروبية، خلف روسيا التي جاءت في المرتبة الثالثة، وقطر في المرتبة الثانية، ثم الولايات المتحدة في المقدمة.
أسباب تراجع صادرات الغاز المسال
كشف تقرير أوابك عن أنه في الوقت الذي انخفضت فيه صادرات الغاز المسال الجزائري في 2022؛ فإن الدولة عززت صادراتها عبر خطوط الأنابيب إلى إيطاليا عبر خط أنابيب “ترانسميد”، لتسجّل رقمًا قياسيًا بلغ 23.5 مليار متر مكعب، وفق التقديرات الأولية، بنسبة نمو سنوي تخطت حاجز الـ20%.
وتستهدف الجزائر وإيطاليا تشغيل خط “ترانسميد” بكامل طاقته؛ لضمان قدر أكبر من المرونة في إمدادات الطاقة، ولتوفير كميات متزايدة من الغاز بصفة تدريجية بدأت في أعقاب الصفقات التي وقّعتها شركة سوناطراك الجزائرية مع إيني الإيطالية في عام 2022، من أجل الوصول إلى 9 مليارات متر مكعب من الغاز الإضافي سنويًا في 2023-2024.
ويستطيع خط “ترانسميد” نقل ما يصل إلى 32 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، ويُصدّر نحو 22 مليار متر مكعب فقط سنويًا؛ ما يعني أن هناك إمكانًا لضخ 10 مليارات إضافية.
كما استمر ضخ الغاز الجزائري عبر خط “ميدغاز” الذي يربط الجزائر بإسبانيا مباشرة دون المرور ببلد آخر، ومؤخرًا رفعت الجزائر طاقة الخط من 8 مليارات متر مكعب سنويًا إلى 10.5 مليار متر مكعب سنويًا، لتوكد بذلك أهميتها بصفتها موردًا رئيسًا للغاز إلى السوق الإيطالية والإسبانية.
إجمالي صادرات الغاز في 2022
بحسب بيانات حكومية، ارتفعت صادرات البلاد من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي إلى 56 مليار متر مكعب، مقابل 54 مليار متر مكعب في عام 2021.
كما ارتفعت حصة الغاز الجزائري من إجمالي واردات أوروبا إلى 12% خلال 2022، مقابل 10% في عام 2021، وفقًا لبيانات منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
كان خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قد كشف، في تغريدات سابقة عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، عن أن الجزائر احتلت، خلال الأشهر الـ6 الأخيرة من عام 2022، المرتبة الثانية في إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب خلف النرويج، وقبل روسيا.
وأشار إلى أن صادرات الغاز الجزائري بلغ متوسطها 70 مليون متر مكعب، وسط إمكان رفعها عبر خطوط الأنابيب إلى 100 مليون متر مكعب.
وتستهدف الجزائر رفع إنتاجها من الوقود الأحفوري إلى 200 مليون طن من النفط المكافئ خلال العام الجاري (2023)، وهو رقم لم تسجّله البلاد منذ عام 2010.
(منصة الطاقة المتخصصة)