أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، بقصر الأمم لنادي الصنوبر بالجزائر العاصمة، على افتتاح أشغال الجلسات الوطنية للفلاحة، أجمع فيها خبراء على ضرورة التركيز على شعبة الفلاحة كرهان لتحقيق الأمن الغذائي وحتمية إنشاء مجلس أعلى للفلاحة لتذليل الصعوبات وتشجيع الاستثمار.
أكد رئيس الجمهورية، خلال افتتاح الجلسات الوطنية للفلاحة، أن رهان الأمن الغذائي أصبح من صمامات الأمان، مبرزا أن القطاع الفلاحي مُعوّل عليه في فكِ التبعيّة مع عائدات المحروقات، والجزائر تعمل على تقوية إنتاجها من المواد الإستراتيجية كالحبوب خاصة مع ندرتها جراء الأزمة بأوروبا، وأضاف رئيس الجمهورية على ضرورة مضاعفة الإنتاج في هذه الشعبة للمحافظة على الاستقلالية والسيادية في قراراتنا .
وفي ذات السياق قال عبد الرحمان هادف، مستشار في التنمية الفلاحية، لقناة “الشروق نيوز”، أن القطاع الفلاحي مربوط بشكل مباشر بالأمن الغذائي وهذا من بين الركائز السيادية للجزائر، وتشهد الجزائر بالسنوات الأخيرة تطوير وبعث شعبة الفلاحة لمواكبة كل الرهانات والتحديات التي توجهها الجزائر والعالم، ونوّه أن المنظومة العالمية تشهد تطورات جيواستراتيجية وتحولات اقتصادية، والجزائر بلد فلاحي بامتياز يستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي، والتصدير نحو الخارج، واعتبر هادف أن الجزائر اليوم قطعت التزامات على المستوى الدولي، وهذا من خلال مخرجات القمة العربية المنعقدة مؤخرا بالجزائر، التي دعت إلى التكامل الاقتصادي من خلال شعبة الفلاحة لتحقيق الأمن الغذائي، وهناك التزامات أخرى نحو القارة الإفريقية لتحقيق التكامل الاقتصادي بالتركيز على الفلاحة.
كما طالب الخبير الفلاحي، بإعطاء البعد ألعملياتي في هذه الاستراتيجيات الفلاحية، وهذا من خلال تجسيد آليات التنسيق على الميدان بين مختلف الإدارات والهيئات المعنية بشعبة الفلاحة، لتحقيق المردودية وعصرنة القطاع، يضيف هادف. في الأخير دعا لضرورة المرافقة الدورية للفلاح من خلال التكوين والتمويل والدعم اللوجيستي .
كما أشاد عبد المجيد صغيـري، الأمين العام لمكتب الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، ببرج بوعريريج، لذات القناة، بدور الدولة بإعطاء الأولوية لقطاع الفلاح، وأضاف أن الورشات التي عقدت بالأمس، من قبل مختصين بالمجال، وَضعت مُقترحات للنهوض بهذا القطاع والرفع من المردودية وتطوير الكثير من الشعب خاصة شعبة الحبوب، كما أشار إلى مطالب الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين من خلال هذه الجلسات بتأطير مهنة المهندس الفلاحي واستحداث المجلس الأعلى للفلاحة حتى يقوم بتسطير استراتيجيات واقعية.
خبراء: إنشاء مجلس أعلى للفلاحة لتذليل الصعوبات وتشجيع الاستثمار
تواجه الجزائر في قطاع الفلاحة، تحديات تتمثل في ضمان رفع إمكانيات الإنتاج الوطني، والتقليص التدريجي للاستيراد، وبعث التصدير ولتحقيق هذه الأهداف المسطرة، يقترح بعض الخبراء إنشاء مجلس أعلى للفلاحة يعمل على تذليل الصعوبات وتشجيع الاستثمارات .
وخلال ورشات الأمس، قال إبراهيم القفل مهندس زراعي، “في البداية يجب التوجه مباشرة لإستراتجية التصدير بطريقة مباشرة، وعدم ربطه بالفائض، فسلسلة الإنتاج تغيرت لما كانت عليه مُسبقا” ، ودعا منيب أوبيري، رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين إلى ضرورة إنشاء مجلس أعلى للفلاحة لتذليل الصعوبات، وتشجيع الاستثمار، وانجاح الاستراتيجيات المسطرة من طرف الدولة،لتحقيق الأمن الغذائي المستدام.