تشكل منطقة التخييم السياحي التي استحدثت بولاية الوادي واحدة من المشاريع التي يراهن عليها في تطوير الاستثمار في مجال السياحة الصحراوية من خلال استغلال المؤهلات السياحية المتوفرة.
وقد شرع المتعاملون الاقتصاديون، حسب وكالة الانباء الجزائرية، في استغلال قدرات منطقة التخييم السياحي التي أنشئت خلال الثلاثي الأخير من السنة الماضية تزامنا مع انطلاق موسم السياحة الصحراوية، حيث يندرج هذا الفضاء في إطار الإجراءات المتخذة من قبل السلطات المحلية الرامية إلى ترقية فرص الاستثمار في مجال السياحة الصحراوية من خلال الاعتماد على بدائل ناجعة لاستحداث الثروة باعتبارها رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، كما صرح لوأج مدير قطاع السياحة والصناعة التقليدية، الجيلالي شماني.
واختيرت الأرضية لتجسيد هذا المشروع السياحي الاقتصادي الواعد مناصفة بين بلديتي النخلة ودوار الماء في عمق الصحراء بجنوب منطقة سوف بالمنطقة المسماة “بئر باحدي” تحديدا، لما تتميز به من خصوصيات التضاريس الرملية وطبيعة التربة والغطاء النباتي وهي كلها عوامل ساعدت على اختيار أرضية هذا الاستثمار السياحي، وفق ذات المصدر.
و تتربع المساحة المخصصة لإنشاء منطقة التخييم السياحي على 5.600 هكتار قابلة للتوسعة وذلك ضمن المراحل الأولى لدعم هذا الاستثمار الهام برسم الموسم السياحة الصحراوية (2023/2022).
و قد انخرطت زهاء عشر وكالات سياحية في هذا المشروع والتي سحبت دفاتر الشروط و وافقت على بنودها التي أدرجها مختصون في الاستثمار السياحي، والتي تحدد بدقة تنظيم النشاط السياحي الصحراوي، كما جرى شرحه.
وتسمح طبيعة الاستثمارات المقررة ضمن أنشطة منطقة التخييم السياحي لأصحاب الوكالات السياحية بممارسة عديد الأنشطة ذات الصلة المباشرة بتشجيع السياحة سيما الصناعات التقليدية والأكلات الشعبية وكذا النشاطات الرياضية على الرمال، حسب المسؤول ذاته.
وتساهم تلك الأنشطة في تفعيل الحركية الاقتصادية السياحية والتي تمنح امتيازات للمتعاملين الاقتصاديين من أصحاب الوكالات السياحية تتمثل أساسا في الإعفاء من جميع الضرائب والرسوم و الاقتطاعات ذات الطابع الجبائي وشبه الجبائي، كما ذكر مدير القطاع.
و ينتظر من الاستثمارات بمنطقة التخييم السياحي التي طالما شكلت واحدة من الانشغالات الأساسية للمستثمرين في المجال السياحي بالوادي, أن تكون فضاء لتحقيق منتوج متكامل وتطوير الصناعة السياحية. 35 مشروعا استثماريا قيد الإنجاز بمنطقة سوف
يجري تجسيد ما لا يقل عن 35 مشروعا في مجال الاستثمار السياحي في منطقة سوف بطاقة استيعاب إجمالية تقدر بـ3.492 سرير منها فندقان سيدعمان شبكة الفنادق التي تتكون من 14 مؤسسة فندقية قيد الاستغلال بقدرة استيعاب إجمالية بلغت 1.876 سرير وذلك في إطار المساعي الرامية لتعزيز حظيرة المؤسسات الفندقية بالولاية.
و في إطار الاستراتيجية المسطرة من طرف السلطات العمومية المرتكزة على استحداث مشاريع استثمارية ناجعة كفيلة بتحقيق تنمية اقتصادية مربحة خارج نطاق المحروقات، دأبت ذات المصالح على تقديم مقترحات وإدراجها قيد الدراسة لإنشاء ثلاث مناطق جديدة للتوسع السياحي تتوزع على مستوى ثلاث بلديات وهي وادي العلندة (15 كلم غرب عاصمة الولاية) و كوينين (7 كلم شمال مقر الولاية) و حاسي خليفة (30 كلم شرقا)، بالإضافة الى منطقة التوسع السياحي المصنفة الواقعة بمنطقة “وازيتن” بالمدخل الغربي لعاصمة الولاية التي تتربع على مساحة 48 هكتارا قابلة للتوسع لتصل إلى 67 هكتارا.
و من المرتقب أن تسمح تلك الاستثمارات السياحية التي ينتظر أن تدخل حيز الاستغلال على المديين القريب والمتوسط, بتوفير أكثر من 2.000 منصب شغل إلى جانب مساهمتها في الحركية التجارية المحلية.
و يندرج في ذات السياق، إنشاء وكالات بهدف تفعيل الحركية السياحية بالمنطقة حيث تم في هذا الصدد اعتماد أزيد من 68 وكالة سياحية.
و تأتي تلك الحركية في الاستثمار بالنظر إلى ما تزخر به منطقة سوف من عوامل جذب على غرار المعالم الفريدة من نوعها جعلت منها نموذجا حيا لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية و قبلة للزوار الذين تستهويهم مقومات السياحة الصحراوية سيما في شقها المتعلق بالصناعات التقليدية والحرفية.
كما يتعلق الأمر بالتضاريس الطبيعية من كثبان رملية التي تشتهر بها المنطقة وهي المعطيات التي دفعت عديد المستثمرين من رجال الأعمال وأيضا الشباب إلى ولوج عالم الاستثمار في السياحة الصحراوية نظرا لتوفر أيضا جملة من الامتيازات والتسهيلات الإدارية.