استقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج السيّد عمار بلاني، اليوم الأربعاء 22 فيفري 2022، سفير فدرالية روسيا بالجزائر، السيد فاليريان شوفاييف.
وحسب البيان الصادر من وزارة الشؤون الخارجية، فقد شكّل اللقاء فرصة للجانبين لإجراء مباحثات معمقة و مثمرة حول سبل تعزيز العلاقات الجزائرية الروسية والدفع بالتعاون الثنائي إلى مستويات أرقى تستجيب للطموحات التي تمّ التعبير عنها خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مع نظيره الروسي الرئيس فلاديمير بوتين يوم 31 جانفي 2023.
في هذا الصدد، شدّد الطرفان على ضرورة التحضير الجيّد للاستحقاقات الثنائية الهامة القادمة وعلى رأسها زيارة الدولة التي يعتزم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القيام بها إلى روسيا شهر ماي القادم، لإعطاء محتوى أكثر صلابة وأكثر تنوّعا للشراكة الاستراتيجية الشاملة التي يطمح البلدين لإرسائها.
في السياق نفسه، أشار السيّد عمار بلاني إلى ضرورة مضاعفة الجهود لزيادة حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وروسيا من خلال توسيع هيكل الميزان التجاري وجعله أكثر توازنا، داعيا في هذا الصدد الشركات ورجال الأعمال في روسيا إلى زيادة استثماراتهم المباشرة في الجزائر واستغلال الفرص الكبيرة التي باتت تتيحها السوق الجزائرية في ظل قانون الاستثمار الجديد الذي منح استقرارا تشريعيا وتنظيميا أكبر ورؤية أفضل للمستثمرين الأجانب، وكذا الامتيازات التي يمنحها الموقع الجغرافي الاستراتيجي للجزائر باعتبارها بوابة للسوق الافريقية الواعدة.
على صعيد الوضع الدولي المتوتر، أكّد السيد عمار بلاني لمحدّثه الروسي أن اتساع رقعة بؤر النزاعات والصراعات في العالم تبرز الحاجة الماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتعزيز منظومة العمل المتعدد الأطراف وتشجيع ثقافة الحوار والتفاوض والتسوية السلمية للنزاعات، مضيفا بهذا الخصوص أن الجزائر رافعت ولا تزال من أجل إقامة علاقات دولية متوازنة وعالم متعدد الأقطاب.
اللقاء كان فرصة سانحة أيضا للتطرق إلى عديد القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التعاون المثمر بين الطرفين في إطار صيغة الأوبك+ ومنتدى الدول المصدرة للغاز وأهمية توطيده أكثر فأكثر في ظل التقلبات التي تشهدها سوق الطاقة العالمية، مسار انضمام الجزائر إلى مجموعة البريكس، بالإضافة إلى آخر التطورات على صعيد قضية الصحراء الغربية في ظل التحديات التي يفرضها موقف المملكة المغربية المتعنت واللامسؤول في رفض الانصياع للشرعية الدولية ومناوراتها المفضوحة الرامية لعرقلة مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية المحتلة.