أبرز خبير إقتصادي مدى أهمية إطلاق الجزائر مؤخرا للمراحل التجريبية للإنتاج بالمصنع الجديد للحليب بالرويبة (الجزائر العاصمة)، والذي يعد الأكبر من نوعه في الجزائر، ما سيسمح بتحسين تموين السوق بالولايات الوسطى للبلاد وتعزيز الامن الغذائي لهذه المادة الحيوية.
وقال الخبير الاقتصادي بوجمعة نطاح في تصريح أدلى به ل ” الاقتصاد ديزاد”، أن إطلاق الجزائر للمراحل التجريبية للإنتاج بالمصنع الجديد الحليب بالرويبة، يعتبر مشروعا ضخما والذي يندرج ضمن استراتيجية الدولة لتعزيز الأمن الغذائي, فهو يمثل مكسبا هاما لشعبة الحليب, بحيث يعزز الانتاج الوطني من هذه المادة الأساسية.
وتابع ذات الخبير في سياق تصريحه، أن دخول مصنع الرويبة بالجزائر العاصمة في إنتاج الحليب شهر فبراير 2025، يدخل ضمن استراتيجية الحكومة في هذا المجال.كما أن تزامن الانطلاق الفعلي لهذا المشروع مع الشهر الفضيل – يضيف ذات المتحدث- سيسمح بالقضاء على تذبذب توزيع هذه المادة بتحسين تموين سوق الحليب المدعم خلال هذه الفترة، مع تخفيف بعض الضغط على مصانع هذه المادة الحيوية بالجزائر العاصمة والولايات المجاورة .
وفي سياق متصل، أوضح نطاح أن استراتيجية القطاع الفلاحي تتمثل في محاربة ندرة هذه المادة بالتنسيق مع مصالح وزارة التجارة ,والتي تستدعي إعادة رسم خريطة التوزيع وفق برنامج سلس و مرن تسهر عليه سلسلة من 127 ملبنة منها 15 ملبنة عمومية, حسب الارقام المتداولة.
أما فيما يتعلق بالمعايير الواجب اتباعها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الحليب، أشار بوجمعة نطاح إلى الارادة السياسية الصريحة في مقدمة تلك المعايير و التي تبدو جلية في عملية انجاز هذا المشروع في ظرف قياسي قدره 14 شهرا، و الذي جاء تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية، وإلتزاماته بالإشراف على تدشينه شخصيا على اعتبار أنه لبنة أساسية في انتظار نتائج الثورة الزراعية المعلنة التي ستمكن من الاعتماد على حليب البقر الطازج تدريجيا .
كما أن إنتاج مادة الحليب يقتضي الاهتمام بالثروة الحيوانية و التي بدورها تحتاج إلى ذلك الكم الهائل من المشاريع الفلاحية الضخمة و الموجهة خصيصا لتحقيق قفزة نوعية من أجل التأمين الغذائي والبحث عن أسواق افريقية جديدة وإعطاء الاولوية للدبلوماسية الاقتصادية في هذا المجال. يضيف الخبير الاقتصادي.
تجدر الاشارة، تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لهذا المصنع, الذي يتربع على مساحة تفوق أربعة هكتارات بالمنطقة الصناعية “الرويبة”, 4ر1 مليون لتر/يوم, منها مليون لتر حليب مبستر مدعم, و400 ألف لتر/يوم من الحليب المعالج بدرجة حرارة عالية UHT والذي يمكن تخزينه لمدة ثلاثة أشهر.
وبفضل المصنع الجديد للرويبة الذي سيجهز بمعدات حديثة لإنتاج مشتقات الحليب, سترتفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمجمع “جيبلي” إلى أزيد من 6ر2 مليار لتر في السنة موزعة على 16 وحدة عبر البلاد.