كشف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، عن ارتفاع احتياطات الجزائر من المحروقات بنحو 2 بالمائة في الفترة الممتدة بين سنتي 2021 و2022.
وقال المسؤول الأول عن قطاع الطاقة في حوار خصّ به جريدة الخب ، “يرتقب ارتفاع الطلب العالمي على النفط على التوالي بمعدل 101.8 و101.7 مليون برميل يوميا في 2023، ليسجل رقما قياسيا جديدا في الاستهلاك وفقا للتقارير الصادرة في جانفي 2023 عن منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك والوكالة الدولية للطاقة.”
وأورد الوزير أن قطاع المحروقات سجل ارتفاعا محسوسا سنة 2022 (+68%) مقارنة بمداخيل سنة 2021 لتصل إلى حدود 59.8 مليار دولار أمريكي مقابل 35.5 مليار دولار سنة 2021، أي بزيادة بأكثر من 24 مليار دولار أمريكي، مدعومة بالارتفاع المسجل في أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي، حيث تراوحت أسعار النفط في معدل 104 دولار للبرميل في سنة 2022، مقابل 72 دولارا للبرميل سنة 2021 و42 دولارا للبرميل في 2020.
كما أكد عرقاب لللخبر أن هناك لجنة تقنية متخصصة (وزارة الطاقة والمناجم، الوكالة الوطنية لتثمين المحروقات وكذا سوناطراك) تعكف على التحضير لإطلاق مناقصة دولية للاستكشاف والاستغلال. وقد أسفر عمل هذه اللجنة مبدئيا على تحديد 12 منطقة للبحث والاستكشاف، موزعة على الوسط والجنوب الشرقي والغربي للبلاد.
أما بخصوص المعطيات الجديدة التي شجعت الجزائر على التحضير لإطلاق هذه المناقصة فهي المزايا التي جاء بها قانون المحروقات الجديد، من بينها تعدد طرق التعاقد (عقد مشاركة، عقد تقاسم الإنتاج، عقد خدمات ذات مخاطر) وكذا تمديد آجال الرخص الخاصة بالبحث والاستكشاف عن المـحروقات، إضافة إلى التحفيزات الجبائية (نظام جبائي مكيف مع الأشكال التعاقدية وتخفيض العبء الضرائبي مع مراعاة التوازن بين الأرباح الاقتصادية للمستثمرين ومصالح الاقتصاد الوطني).
وبخصوص قطاع المحروقات قال عرقاب أن شركة سوناطراك برمجت على مستوى مخططها التطوري للمحروقات للفترة الممتدة من 2023-2027 استثمارا تفوق قيمته 42 مليار دولار، منها 5.32 مليار دولار لتطوير نشاط المنبع، 3.5 ملايير دولار لإنجاز مشاريع بتروكيماوية وما يقارب نصف مليار دولار لإنجاز مشاريع خاصة بحماية البيئة (استرجاع الغازات المحروقة، إنجاز محطات توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية وتطوير مشاريع الهدروجين).
مضيفا، “بدأت نتائج الجهود المبذولة من طرف سوناطراك تبرز، إذ عرفت احتياطياتنا من المحروقات ارتفاعا بـ1% ما يمثل +26 مليون طن مكافئ لسنة 2021 وتسجيل نفس الوتيرة لسنة 2022 وهذا راجع إلى الاكتشافات الجديدة.”
وتوقع وزير الطاقة ارتفاعا في الإنتاج الأولي من المحروقات بنسبة 2% سنويا خلال الفترة 2023-2027، ليصل إلى حوالي 209 مليون طن مكافئ بحلول عام 2027، أي إنتاج إضافي يقدر بـ19 مليون طن مكافئ، منها 9.5 مليون طن مكافئ خلال السنة الجارية.
أما بخصوص موقع الجزائر في السوق الغازي الأوروبي، قال وزير الطاقة “منذ أن قرر الاتحاد الأوروبي خفض اعتماده على الإمدادات الروسية من الغاز الطبيعي، نتيجة للأوضاع الجيوسياسية، اتجهت هذه الأخيرة إلى تنويع مصادرها وباتت الجزائر محط اهتمام بصفتها ثالث أكبر مزود للغاز في الاتحاد الأوروبي بعد روسيا والنرويج. فيما يتعلق بمشاريع تطوير الشراكة مع إيطاليا والاتفاق المتعلق بتزويد سلوفينيا بالغاز الجزائري، تجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد زودت إيطاليا بأكثر من 25 مليار متر مكعب من الغاز خلال عام 2022، بزيادة نسبتها 10%. وبخصوص الاتفاق على تزويد سلوفينيا بالغاز الجزائري، تم مؤخرا إبرام صفقة بين الشركة السلوفينية “جيوبلين” وشركة سوناطراك مدتها 3 سنوات لتزويدها بـ300 مليون متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي بداية من عام 2023. وسيتم نقل هذا الغاز عبر خط “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا والذي يملك طاقة استيعابية تصل إلى 33 مليار متر مكعب سنويا، ويعد هذا الاتفاق خطوة لمواصلة المحادثات لإبرام صفقات أخرى طويلة الأجل”.