حلت البعثة الاستعلامية للجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط برئاسة سعدي محلبي بولاية تيزي وزو، وذلك للوقوف على المشاريع الاستثمارية الموزعة عبر مختلف بلديات الولاية.
وحسب بيان المجلس الشعبي الوطني، كان في استقبال الوفد والي الولاية السيد جيلالي دومي رفقة ممثل عن رئيس المجلس الشعبي الولائي وأعضاء البرلمان، بالإضافة إلى السلطات الأمنية والمحلية، وكذا المندوب المحلي لوسيط الجمهورية والمدراء التنفيذيين للقطاعات المعنية.
وتفقد أعضاء الوفد المؤسسة الوطنية للصناعات الكهرومنزلية ENIEM، واستمعوا إلى عرض مفصل تناول وضعية هذه الشركة ومختلف الصعوبات التي تواجهها.
وتناول العرض أيضا مخطط العمل الذي تم تسطيره من أجل تحسين أوضاع هذه المؤسسة التي كانت تعتبر رائدة الصناعات الكهرومنزلية في الجزائر.
وأضاف البيان، أن النواب وجّهوا للمسؤولين أسئلة تتعلق بمصير العمال بعد إعادة هيكلة المؤسسة، وكذا الأسباب التي أدت الى الوضعية الحالية للشركة، كما تساءلوا عن قيمة التحويلات للخزينة العمومية.
بعدها، وقف أعضاء البعثة بمقر شركة ماهيندرا MAHINDRA، المتخصصة في إنتاج الجرارات والمعدات الفلاحية، على عرض يضم مختلف التجهيزات المنتجة محليا لتدعيم القطاع الفلاحي، وقد استمع النواب الى انشغالات المسؤولين لاسيما تلك المتعلقة بعدم الحصول على رخصة استغلال الإنتاج، وهي الوثيقة التي أكد مدير الصناعة أنها ستسلم الشهر المقبل.
بعدها تنقل الوفد البرلماني إلى بلدية فريحة، أين عاين بمنطقة “وارقيق” بعض المستثمرات الصناعية على غرار شركتي “سعدودي حميد”و”بلعيد” وكذا مستثمرة CYTOLAB ومؤسسة NEOFAR المتخصصتان في صناعة المواد الصيدلانية.
بعدما اطلع أعضاء بالبعثة على أهم انشغالات المستثمرين، استفسروا عن العراقيل التي تحول دون تسوية وضعية هذه الشركات، ليبرر الوالى، الذي رافق أعضاء البعثة الاستعلامية خلال كل المعاينة، بأن الأمر راجع لكون المنطقة واقعة فوق مساحة يعبرها أنبوب ناقل للغاز وأن مقرهما يبعدان عنه بمسافة تتراوح بين 45 و65 مترا.
وببلدية “عزازقة” تفقد أعضاء الوفد المؤسسة الوطنية ELECTRO INDUSTRIE، المتخصصة في صناعة المحولات الكهربائية من الحجم الكبير، وهناك استمعوا الى شروحات حول الإنتاج الوفير الذي توفره المؤسسة والذي بإمكانه تغطية كل الطلب المحلي بل وتصدير الفائض نحو الخارج.
وخلال معاينة الوفد الأرضية المخصصة لمنطقة النشاطات ببلدية “عزازقة” والتي تشكل فضاء إضافيا للمستثمرين لتجسيد مشاريعهم الاستثمارية، جدد النواب استعدادهم للوقوف إلى جانب المستثمرين لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تعرقل عجلة التنمية بالولاية من خلال تشخيص مخاطرها ودراستها بغية تقديم التراخيص ومعالجتها بصفة استعجالية.
اختتم الوفد عمله الاستعلامي في المنطقة بزيارة مقر شركة صنع الفرامل “إيكام” IKAM ببلدية تيميزار ومصنع الأبازين (visserie) ببلدية فريحة.
و عقد النواب جلسة عمل بحضور والي الولاية السيد دومي رفقة مندوب وسيط الجمهورية للاستماع الى انشغالات ومشاكل ممثلي نقابة وعمال مؤسسة ENIEM.
رحب السيد محلبي عند افتتاح الجلسة بالحضور معربا عن أمله في أن يكون اللقاء منطلقا جديدا للشركة وطلب طرح جميع الانشغالات بكل حرية لتحديد الأسباب التي أدت إلى ما آلت اليه المؤسسة، مبرزا في ذات السياق، أهمية تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من خلال حرص الوزير الأول على تطبيق هذه التعليمات وتجسيدها في أرض الواقع للنهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود في سنة 2023 شاكرا بالمناسبة سهر السيد الوالي على تحقيق هذا المبتغى.
من جهته، استحسن الوالي هذه المبادرة البرلمانية واعتبرها سابقة تبرز القيم الراسخة لعمل نواب المجلس الشعبي الوطني وأهمية المبادرات التي يقومون بها، ليقدم، عقب ذلك، لمحة عن واقع المؤسسة التي يجب أن تنفك عن هذه الوضعية والأزمة التي تمر بها.
ولدى تناوله الكلمة، أثار الأمين العام للنقابة عقاد فريد مشكل ديون المؤسسة التي تقدر بـ 9 مليار دج، حيث ناشد الدولة بمرافقتها لرفع تحدي تسديدها والنهوض بالشركة التي تمثل العصب الاقتصادي في مجال اختصاصها على المستويين الولائي والوطني.
وأشار ذات المتحدث إلى الوضعية الهشة للعتاد الذي تجاوز 40 سنة من الاستغلال وطالب بتجديده، كما دعا للحفاظ على مكاسب الضمان الاجتماعي، ومراجعة ماضي سوء التسيير الذي خلف هذا الإرث الثقيل كما قال.
ونقل الأمين العام للوفد مخاوف العمال من انهيار المؤسسة وفقدانهم مناصب شغلهم وعدم الحفاظ على رواتبهم الشهرية، موضحا أن هذه الشركة هي مصدر قوت الكثير من العائلات القاطنة بولاية “تيزي وزو” وحتى من الولايات الأخرى.
وبعد الاستماع إلى كل هذه الإنشغالات، تجاوب النواب مع حرص أعضاء النقابة وتمسكهم بشركتهم وتعهدهم باستغلال السانحة للرقي بالمؤسسة نحو الافضل، حيث طمأنوا الشركاء الاجتماعيين بالعمل بصرامة وبتظافر جهود المتعاملين والفاعلين لإعادة هذه المؤسسة الى السكة الصحيحة، وحثوا على أن ضرورة التحلي بالوعي للخروج من هذه الوضعية والتفاني لإعادة بعث المؤسسة واعطائها نفسا جديدا.
إلى جانب ذلك، طمأن أعضاء الوفد بوجود حل لكل المشاكل عن طريق فتح قنوات التواصل مع جميع الأطراف للخروج بحلول مناسبة تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي يشدد في كل مرة على الحفاظ على كرامة وعيش المواطن ومناصب الشغل.
ووعد نواب اللجنة أيضا بنقل كل هذه الانشغالات وإسماع نداء هذه الاستغاثة إلى السلطات المعنية عملا بتوجيهات السيد ابراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني الذي يتابع بعناية كبيرة عمل اللجان الاستعلامية.