تعمل الجزائر على زيادة إنتاجها من النفط والغاز خلال العام الجاري (2023)، لتأمين احتياجات عملائها المتزايدة خصوصًا مع توجه الدول الأوروبية نحو أفريقيا لتنويع إمداداتها بعيدًا عن الصادرات الروسية.
وكشف الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك توفيق حكار، أن الجزائر سترفع إنتاجها من الهيدروكربونات إلى نحو 200 مليون طن (1.44 مليار برميل) من المكافئ النفطي هذا العام، وهو رقم لم تحققه منذ 2010.
اتفاقيات مع إيطاليا
وفي هذا الإطار وقّع مجمع “سوناطراك” والمجمع الإيطالي “إيني”، بمناسبة زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جيوريا ميلوني للجزائر، اتفاقيتين تخصان تحسين شبكات الربط الطاقوي والتعاون التكنولوجي لخفض إحراق الغاز.
وفصّلت سوناطراك في بيان لها، أن هذه المذكرة ستعتمد على تقييم المحاور الأربعة التالية: رفع قدرة نقل الغاز الحالية، مد خط أنابيب غاز جديد لنقل الغاز الطبيعي وكذا الهيدروجين والأمونيا الزرقاء والخضراء بالتناوب، مدّ كابل كهربائي بحري ورفع قدرة تمييع الغاز الطبيعي الحالية.
أما مذكرة النوايا الاستراتيجية الثانية، فستحدد فرص الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الجزائر وأفضل التقنيات لتنفيذ هذا التخفيض.
ولفتت الشركة الجزائرية، إلى أن هذه الاتفاقيات الجديدة ستعزز الشراكة بين إيطاليا والجزائر وتؤكد الدور الرئيسي لسوناطراك كواحد من موردي الطاقة الرئيسيين لأوروبا.
و قالت الجزائر في وقت سابق إن لديها 10 جيجاواط من الطاقة الفائضة للكهرباء، وتسعى لبيعها إلى أوروبا. وقالت “إيني”، في نوفمبر (2022)، إنها تعمل مع سوناطراك في مشروعات طاقة شمسية مشتركة.
ويُعد الربط الكهربائي واحدا من المشاريع واحدًا التي تتطلع إليها الجزائر لتصدير الفائض إلى أوروبا، وتنص الاتفاقية، الموقعة مع إيطاليا شهر أفريل ، على دعم تطوير الطاقة المتجددة والتقنيات المبتكرة منخفضة الكربون، ومشاريع لنقل شبكات الكهرباء في الجزائر والربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا.
مشاريع الأمونياك والهيدروجين في الجزائر
تعمل الجزائر حاليّا على مشروع الأنبوب الجديد لنقل الغاز بين الجزائر وإيطاليا، الذي سيسمح للجزائر أيضا بتصدير الكهرباء والأمونياك والهيدروجين والتي ستُنفّذ في مدّة قصيرة، حسب ما صرّح به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وقال الرئيس تبون، في تصريح صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إنه قد تم الاتفاق على بداية الدراسة للمشروع ثم الإنجاز فيه، حيث سيكون أنبوب خاصا سينقل الغاز والكهرباء والهيدروجين والامونياك.
وأضاف الرئيس تبون أن المشروع هام جدا وسيجعل من إيطاليا موزعا للطاقة عبر أوروبا.
وأفاد الرئيس تبون، أن حجم التبادلات التجارية بين الجزائر وإيطاليا ارتفع من 8 مليار دولار سنة 2021 إلى 16 مليار دولار، وهو ما يعتبر مؤشرا للتقارب بين البلدين في مجالات التعاون المتعددة.
من جانبها أوضحت ميلوني أن الجزائر وإيطاليا تدرسان لهذا الغرض إنجاز الأنبوب الجديد الذي سيسمح أيضا بنقل الهيدروجين والكهرباء، معربة عن تطلع بلادها الى تنويع شراكتها مع الجزائر لا سيما في مجالات البنى التحتية الرقمية والاتصالات والطب الحيوي والصناعة والطاقات المتجددة.
وفي وقت سابق، قال الرئيس عبد المجيد تبون أن الجزائر تعمل حاليًا على وضع إستراتيجية وطنية لتطوير الهيدروجين، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، من أجل تمكينها من الاندماج الكامل في الديناميكية العالمية المرتبطة بتحول الطاقة.
وأشار إلى أن هذا التوجه يأتي ضمن مساعي الدولة إلى استغلال جميع مواردها وتثمينها، لا سيما الطاقات المتجددة، خاصة أن الجزائر تتمتع بإمكانات هائلة من الطاقة الشمسية ومصادر أكيدة من الهيدروجين الأخضر.