لم تستسلم البنوك المركزية بعد في معركتها ضد التضخم، إذ لم تصل أسعار الفائدة لذروتها في أغلب الاقتصادات، لكن ستأتي فترات يتوقف فيها رفع الفائدة خلال 2023، بل وربما تبدأ وتيرة تخفيضها.
ويُرجّح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، ورئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، اللذان يعتبران من بين صنّاع السياسات في العالم، مواصلتهم تشديد السياسة النقدية في الأشهر الأولى من العام الجاري، بعدما رفعا تكاليف الاقتراض لأعلى مستوى خلال 4 عقود، لكبح ضغوط التضخم التي ساهموا في حدوثها ثم أخفقوا في توقعها.
الركود وأسعار الفائدة والتنوع.. ماذا ينتظر البنوك في 2023؟
قد تزداد القرارات صعوبة مع تقييد أسعار الفائدة بصورة أكبر ضمن نطاق محدد، إضافة إلى المخاطرة بخنق الطلب بدرجة كبيرة تدفع الاقتصادات إلى الدخول في فترات ركود اقتصادي . وتعد هذه أبرز مخاوف متداولي السندات، ممن تزداد شكوكهم حول قدرة البنوك المركزية على الاستمرار في رفع أسعار الفائدة وإبقائها على هذا الوضع.
3 خبراء اقتصاد يتوقّعون صعود أسعار الفائدة الأمريكية إلى 5.5%
تتوقع الرهانات في سوق العقود المستقبلية أيضاً خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة قبل نهاية العام، لكن صنّاع السياسات يعبرون عن غضبهم إزاء ذلك المقترح.
كشف محضر اجتماع صنّاع السياسات في ديسمبر عن مخاوف بشأن التيسير النقدي “غير المبرر” في الأوضاع المالية، والذي كان بمثابة تحذير صريح -على غير العادة- من الاستخفاف بإرادتهم في الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة.
البنك المركزي الأوروبي
يخطط البنك المركزي الأوروبي للاستمرار في رفع أسعار الفائدة “بشكل كبير ووتيرة منتظمة” هذا العام، كما أشار إلى زيادتين إضافيتين تبلغ كل منهما نصف نقطة مئوية في الربع الأول، ليتمكن من السيطرة مرة أخرى على التضخم. وفقاً للتوقعات الحالية، يُرجح بقاء التضخم فوق مستوى 2% المستهدف حتى نهاية 2025؛ رغم رفع الفائدة 250 نقطة أساس منذ يوليو الماضي.
بنك اليابان
من المتوقع مواجهة محافظ بنك اليابان، هاروهيكو كورودا، تدقيقاً قوياً في السوق خلال الأشهر الـ3 الأخيرة من فترة توليه المنصب، التي استمرت عقداً كاملاً، بعدما صدم أسواق المال العالمية الشهر الماضي. السيناريو الأساسي لكورودا هو الحفاظ على الوضع الراهن، لكن المحافظ أوضح إمكانية حدوث أي شيء من خلال توسيع نطاق المستوى المستهدف للعائد فجأة.
بنك إنجلترا
ما يزال بنك انجلترا يميل لرفع أسعار الفائدة، لكن يُرجّح تباطؤ وتيرة الزيادات خلال الأشهر المقبلة. وبعد أسرع دورة تشديد للسياسة النقدية في 33 عاماً، من المتوقع أن يرفع المركزي سعر الفائدة القياسي 75 نقطة أساس أخرى ليصل إلى 4.25% بحلول منتصف العام الجاري. أما المستثمرون، الذين كانوا منذ أسابيع فقط واثقين أن اجتماع فبراير سيشمل رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، فيشيرون الآن إلى احتمال تطبيق زيادة أصغر.